عمار على حسن يصدر طبعة ثانية من “فرسان العشق الإلهى”
صدرت عن الدار المصرية اللبنانية” الطبعة الثانية، وهى منقحة ومزيدة، من كتاب “فرسات العشق الإلهى” للدكتور عمار على حسن وهو عبارة عن صور قلمية أو تراجم أو ملامح ذاتية لرموز التصوف وشيوخه الكبار، الذين شكلوا كتيبة عريضة من فرسان المحبة والتسامح والزهد والولاية والمعرفة الحدسية على مدار التاريخ الإسلامى، وهم ينتمون إلى تيارات صوفية مختلفة.
ويقول المؤلف “حاولت فى سرد هذه الشخصيات أن اتبع منهجا واحدا، وسعيت إلى أن أدقق النظر، وأوزن المعنى، حتى نحط خبرا بكل الآراء والمواقف حول الشخصية التى نعرضها. آراء ومواقف المادحين والقادحين. فلا إجماع على أحد. ولا كرامة لنبى فى وطنه. والتاريخ اختيار. وما يكتب عن إنسان، صغر أو كبر، فى أى زمان وأى مكان لا يخلو من هوى، ولا ينجو أحيانا من ضعف”.
ويضم الكتاب اثنين وأربعين شخصية صوفية شهيرة من بينها: الجنيد ومعروف الكرخى وأبو حامد الغزالى والحلاج والسهروردى ومحى الدين ابن عربى والتسترى والسقطى وإبراهيم بن أدهم وعبد الله بن المبارك وبشر الحافى وجلال الدين الرومى والحسن البصرى وذو النون المصرى والشبلى وابن عطاء الله السكندرى وأبو حسن الشاذلى وابن سبعين والنفرى وأبو طالب المكى وأبو الدرداء والحارث المحاسبى وحاتم الأصم ورابعة العدوية وعمر بن الفارض وفريد الدين العطار.
ويقول عمار “يأتى هذا الكتاب فى وقت فارق من تاريخ مصر والعرب، إذ نشرت فى مصر عقب انقضاء الموجة الأولى من الثورة، وقت أن أطلت علينا رؤوس دينية جامدة خامدة، ادعت امتلاك الحقيقة، وظنت أنها هى التجسيد والتمثل الأساسى والوحيد للإسلام، وأقصرت لقب “العلماء” على حفنة من رجالها يحفظون بعض كتب قديمة، يقدسون مؤلفيها من البشر، ويعتقدون أنها العلم الصرف، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وكم آلمنا أن يطلق لفظ “العالم” على أهل الرواية لا أهل الدراية، وعلى الحفظة لا على الفاهمين الناقدين المبدعين”.
ويستطرد “هناك حاجة ماسة ليعرف الناس الآن أن تاريخ الإسلام غنى بشخصيات أعظم بكثير من هؤلاء الحفظة المنغلقين، الذى يركزون على المنظر لا المخبر، والمظهر لا الجوهر، إنهم هؤلاء الذين حبسوا الإسلام العظيم فى مجموعة من الأمور الشكلية العابرة، وهاهو هذا الكتاب يضعهم فى حجمهم الطبيعي، دون أن يذكر ذلك صراحة”.
وهذا هو الكتاب التاسع والعشرون لمؤلفه، وهى عبارة عن تسعة أعمال روائية وقصصية وقصة للأطفال وتسعة عشر كتابا فى علم الاجتماع السياسى والنقد الأدبى والتصوف، حاز الكاتب جوائز عن بعضها فى مقدمتها جائزة الدولة للتفوق فى العلوم الاجتماعية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب فى التنمية وبناء الدولة، وجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابى فى القصة القصيرة، وجائزة الدعوة والفقه الإسلامى.