خبراء إسرائيليون: مقترح أبو مازن بنشر قوات دولية يسهم فى استقرار المنطقة
رصدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية وجهات نظر خبراء عسكريين إسرائيليين حول تصريحات الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، بشأن تولى قوات تابعة لحلف شمال الأطلنطى “الناتو” مسئولية أمن دولة فلسطين المستقبلية عند جميع المعابر وداخل القدس، وعلى الرغم من معارضة وزير الاقتصاد الإسرائيلى وزعيم حزب البيت اليهودى نفتالى بانيت لتصريحات عباس، حيث رأى الخبراء أن عملية نشر قوات دولية ستسهم بشكل فعال فى الحفاظ على استقرار المنطقة.
ونقلت الصحيفة، فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم، الأربعاء، عن الميجور جنرال دانى روتشيلد الذى كان يتولى قيادة وحدة الارتباط بالجيش الإسرائيلى فى جنوب لبنان فى فترة الثمانينيات قوله – إنه فى حال تولى قوات دولية بالفعل مهمة تأمين الحدود بين إسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية، فإن الشىء الأكثر أهمية يتمحور فى السلطات التى سيتم منحها للقوات.
وأوضح روتشيلد قائلا “أثناء خدمتى فى لبنان، كانت المشكلة الرئيسية تكمن فى أن القوات لا يسمح لها بإطلاق النار”، مشيرا إلى أنه “بالرغم من انتشار قوات حفظ السلام الأممية فى المنطقة، فكانت مهمتهم فقط إرسال تقارير إلى الأمم المتحدة حول الوضع هناك. والإبلاغ ليس كافيا لحفظ الأمن”.
وأضاف أنه على مدى سنوات، كانت هناك مشاكل كثيرة تواجه القوات الدولية، مشددا على أنه “إذا وافقت الحكومات فقط على إرسال قواتها بشرط عدم مشاركة جنودها فى الحرب، فلا قيمة إذا للعملية برمتها”.
وقال العميد جيورا أنبار الذى كان يتولى وحدة الارتباط بالجيش الإسرائيلى فى جنوب لبنان – إذا وقع الجانبان الإسرائيلى والفلسطينى على اتفاق سلام “بهدف العيش جنبا إلى جنب وتصبح بينهما علاقات جوار جيدة، فإن القوة الدولية قد تسهم بالتأكيد”، وفى حال تحقيق التعاون بين الجانبين، “فإنه “من الضرورى تنفيذ توجيهات إرشادية مشتركة، كالقيام بدوريات مشتركة..وتبادل المعلومات بين الجانبين”.
وأكد أن وجود قوات فى مناطق الصراعات أثبتت نجاحها، على الأقل فى بعض الحالات، كما حدث فى البوسنة، حيث تمكنت قوة دولية بشكل دراماتيكى من تهدئة الكراهية العرقية التى استمرت هناك لسنوات”.
وشدد العميد الإسرائيلى على أن “المساعدة التى يمكن أن تقدمها القوات الدولية، تعتمد بشكل كبير جدا على الدول التى ترسل هذه القوات، فقوات الناتو تعد فعالة جدا مقارنة بالقوة العاملة فى جنوب لبنان اليونيفيل”، مشيرا إلى أن وجود قوات أمريكية ضمن القوات الدولية ستضفى فعالية عليها.
وأضاف “إذا قامت قوات حلف شمال الأطلنطى “الناتو” بإرسال قوات من إنجلترا أو فرنسا أو غيرها من الدول التى تربطها علاقات جيدة مع إسرائيل، فسوف تضع حدا بالتأكيد لعملية اندلاع صراعات غير ضرورية، ومن ثم يمكنك الاعتماد عليها”.
وكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس “أبو مازن” قد اقترح فى وقت سابق، بأن تتمركز قوات تابعة لحلف شمال الأطلنطى “الناتو” إلى أجل غير مسمى فى دولة فلسطين المستقبلية وعند جميع المعابر وداخل القدس، وفقا لحوار خاص أجراه مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية فى مقر إقامته فى رام الله بالضفة الغربية.