المسلماني: بعض الشباب فرضوا أنفسهم على الشعب باسم الثورة بهدف تولي مناصب بالدولة
قال أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، إنه لا يوجد شخص عاقل يؤيد فكرة قمع الحريات، طبقًا لما كفله الدستور والقانون من حقوق للمواطنين في هذا الشأن، وبالتالي فهذه بديهيات ليست في حاجة إلى أخذ رأي أحد فيها.
تابع المسلماني، خلال ندوة اللقاء الفكري التي نظمها معرض الكتاب أمس، “لا يوجد أحد ضد الشباب أو الكبار، والعبرة ليست بأن هذا شاب أو رجل كبير، لكن بمن يستطيع أن يخدم الوطن أكثر، دون النظر للسن، فأنا مع تمكين المتميزين دون النظر للسن”.
وقال، “أنا لست مع أولئك الشباب الذين خرجوا في الميادين وهتفوا ثم فرضوا أنفسهم بعد ذلك باسم الثورة، بهدف تولي مناصب في الدولة، لأنهم هتفوا وقادوا الثورة وحسب، ويجب علينا أن نؤسس مصر الجديدة على التميز والكفاءة لا على أشياء أخرى، فنحن في حاجة إلى مليون قيادة مؤهلة، بداية من منصب رئيس الجمهورية وحتى منصب العمدة، ولنخطو للأمام علينا أن نوزع المسؤوليات على من يستحق”.
وأضاف المسلماني، علينا الاعتراف أن الوضع الاقتصادي المصري أصبح ينذر بخطر حقيقي، وأتمنى أن يمتلك رئيس الجمهورية المقبل، الشجاعة والجرأة ويصارح الشعب منذ البداية بحقيقة الوضع الاقتصادي في مصر، معتبرًا أن ما تمر به البلاد الآن، هو حصاد 30 عامًا من الفشل والجهل، قائلًا، “لقد جرف عصر مبارك كل شئ، وجاء الإخوان وقضوا على الأخضر واليابس، وإذا مكثنا على هذا الوضع سندخل في منحنى خطر، لذا علينا أن نستيقظ قبل فوات الآوان”.
وحول مستقبل الوحدة بين الدول العربية، أوضح المسلماني، أنه من أشد المؤمنين بفكرة وحدة الصف العربي والإسلامي، قائلًا، “لكن ما فائدة أن نتحد الآن ونحن في هذا الضعف، هذا لن يزيد الطين إلا بلة، فاتحاد الأقوياء قوة واتحاد الضعفاء ضعف، وعلينا السير في طريق الوحدة بشكل منظم ومدروس، وألا ننساق وراء الشعارات البراقة”.
تابع، “أنا لا أقصد بالوحدة هنا الاندماج الكلي، فمن الممكن أن نشكل ما يعرف باسم اتحاد الكومنولث، من خلال عمل وحدة بين مصر وليبيا والسودان كمرحلة أولى، يتبعها بعد ذلك انضمام المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، ثم سوريا والعراق بعد أن تجتاز كلاً منهما ما تمر به من أزمات، ومن هنا يكون للاتحاد أثر وصدى إيجابي”.
أما فيما يخص الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر، قال المسلماني، إن العالم بأكمله يمر بأزمات اقتصادية، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، التي تعاني منذ أكثر من ربع قرن من ركود في اقتصادها، والصين التي تعاني من بطء اقتصادي، موضحًا أن علم الاقتصاد بكل نظرياته لديه صعوبة حقيقية في إدارة الدول الحديثة، وهناك احتمالات بأن تجتاح عدد من الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية ثورات على غرار ثورات الربيع العربى، نظرًا للأزمات الاقتصادية التي تمر بها هذه الدول.
وتابع، “أنا متفائل جدًا بالمستقبل بالرغم من كل هذه التحديات والعقبات، وأدعو الجهلاء والفاسدون أن يبتعدوا، فما مضى لم يكن عظيمًا ولا مشرفًا، فمصر بتاريخها وحضارتها وإرادة شعبها أكبر من النظام السابق والنظام الأسبق، وأنا لازلت مؤمن أن اليأس خيانة والأمل وطن”.
وأكمل مستشار الرئيس، قائلًا، إن ظهور مصطلح “النانو أو البيبي دولة”، والذي أشار إليه في كتابه الأخير خريف الثورة، يوضح أننا قادمون على تقسيم جديد للعالم العربي، على غرار ما حدث بعد اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور، ومن هنا ظهر على الساحة الآن، مصطلح “إمارة” الذي تستخدمه الجماعات الإسلامية المتطرفة، والذي ترغب من ورائه إلى تقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة متنازعة، ما يصب في صالح الغرب.
وأضاف، أن الدول القومية اختفت وظهرت بدلًا منها الدويلات، ”النانو دولة” كما أطلق عليها، ووصل الأمر إلى أن الجهاديين يحاربون ويقتلون بعضهم البعض، وهناك اتجاه لتقسيم ليبيا، فهم يسعون إلى أن يحول كل مجموعة عرب منطقة إلى دولة في سوريا والسودان، وكل مجموعة عندها وجهة نظر تستند إلى عمل “إمارة”؛ لتدمير فكرة الدولة وتقسيم الدولة الوطنية وتركيع العالم، وتحويله لمجتمعات تافهة لا قيمة لها.
ووضف المسلماني، دول الغرب بالمنافقة، حينما تتحدث عن دعم حركات الاستقلال، لأن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ضحت بمئات الآلاف من أبنائها في الحروب من أجل الوحدة، فيما عرف بالحرب الأهلية الأمريكية، حسب قوله.
وأشار مستشار رئيس الجمهورية، إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى لامتلاك ألف طائرة بدون طيار بحلول عام 2025، و38 طيارة F38، ليس هذا فحسب، بل و6 غواصات نووية، قادرة على أن شن حرب نووية من أعماق البحار، وهذا يجعل إسرائيل تحتل المرتبة الخامسة بين الدول الأكثر قوة في العالم، متسائلًا: لماذا تقوم إسرائيل بكل هذه الاستعدادات؟.
تابع، الإجابة ببساطة، بهدف القضاء على الجيش الوحيد القوي المتماسك حتى الآن في المنطقة العربية، الجيش المصري، موضحًأ أنه يرى أن السياسة الدولية ما هي إلا مجموع نظريات المؤامرة، قائلًا، “من ينظر إلى ما يحدث الآن في العالم بنظرية تحليلية، يجد أن العالم أصبح ضد العالم والكل ضد الكل، وعلى الحاكم أن يكون على دراية جيدة بكيفية اللعب مع الكبار، وكيفية التآمر على من يتآمرون علينا، وأن يمتلك ثقافة سياسية تمكنه من إدارة البلاد على الصعيدين المحلي والدولي”.
وفيما يتعلق بثورتي 25 يناير و30 يونيو والتأمر الخارجى، قال، “أود أن أشير إلى أنهما ثورتين خالصتين لا مؤامرة فيهم، والمؤامرات جاءت في وقت لاحق بعد اندلاع ثورات الربيع العربي”.