د.مجدى أمين:فيروس الأنفلونزا الجديد له قدرة كبيرة على مقاومة المناعة
تداولت وكالات الأنباء العالمية يوم أمس، الأربعاء، أنباء غير سارة وخطيرة للغاية، أشارت إلى ظهور سلالة جديدة وقاتلة من أنفلونزا الطيور، تعرف علمياً باسم “H10N8″، وتم التحقق من تسببها فى وفاة سيدة صينية، فى الثالثة والسبعين من العمر، لتسجل بذلك أول حالة من حالات انتقال هذه السلالة من الدواجن الحية إلى الإنسان فى ذلك البلد المزدحم بالسكان، وهو ما يثير القلق، خاصة إذا ما وضعنا فى الاعتبار وجود حالة أخرى مصابة بنفس السلالة فى المقاطعة ذات التى توفيت فيها تلك العجوز.
ويعلق الدكتور مجدى على أمين، أستاذ الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة على تلك النتائج، مشيراً إلى أن سلالة “H10N8″JX346 تتسم بأنها ذات تركيب جينى فريد، حيث أكدت التقارير الصادرة عن مركز مكافحة ومنع الأمراض الصينى فى بكين، والتى تم إجراؤها على مسحات تم الحصول عليها من القصبة الهوائية للسيدة الصينية، إلى احتواء تلك السلالة على عدد ستة جينات مشتقة من سلالة أخرى من سلالات أنفلونزا الطيور المعروفة باسم “H9N2″، وهى سلالة منتشرة فى الدواجن وتصيب البشر من حين لآخر فى الصين، لكنها عادة ما تسبب أعراضا طفيفة.
ويتابع أمين أن التقارير قد أشارت إلى إمكانية أن تكون الجينات المكونة لجزء H10، وكذلك تلك التى تشكل جزء N8 مشتقة من فيروسات لأنفلونزا الطيور البرية المختلفة، وهو ما يعتقد أنه أدى إلى إنتاج فيروس”H10N8″ فى تلك الطيور، ومن ثم إصابة الدواجن بهذه السلالة، ومع وجود سلالة “H9N2″ داخلها، يحدث إعادة ترتيب وتجميع وتبادل (reassortment) فى أجزاء من المادة الوراثية لهذه السلالات، نتج عنه فى النهاية سلالة جديدة وهى”H10N8” JX346.
ويختتم الدكتور مجدى أمين قائلاً إن هذا التحور الجينى هو ما أكسب سلالة “H10N8″JX346 قدرة كبيرة على إحداث المرض ومقاومة جهاز المناعة البشرى، وبالتالى التكاثر والانتشار السريع داخل جسم الإنسان، وهو ما يفسر قدرة الفيروس على الفتك بالسيدة الصينية خلال 9 أيام فقط من الإصابة.