الأنفلونزا أحد أسباب التهاب الملتحمة الموسمى الفيروسى المعدى
فى ظل انتشار الأنفلونزا الموسمية التى تظهر بأعراض شديدة، مثل الصداع وارتفاع درجة الحرارة، يمكن أن تؤدى إلى احمرار بالعين وظهور إفرازات بها، وقد يسأل البعض هل هناك ارتباط بين حدوث الأنفلونزا والإصابة بأمراض العين، أو ما يسمى التهاب الملتحمة الموسمى الفيروسى المعدى؟.
يقول الدكتور إيهاب سعد، أستاذ طب وجراحة العيون بطب قصر العينى، تتميز العين بوجود غشاء مخاطى يغلف سطح العين ويبطن الجفون من الداخل، ويحتوى على طبقة من الإفرازات الدمعية التى تسمح بحركة العين فى جميع الاتجاهات بسهولة ويسر، ويمثل هذا الغشاء المخاطى المعروف باسم الملتحمة طبقة دفاعية لامعة تهاجم الميكروبات على سطح العين، والتى تعجز عن إحداث التهابات نتيجة وجود الطبقة الدمعية وبها مضادات ميكروبية طبيعية، كما تحتوى الملتحمة على مكونات من الجهاز المناعى الذى يهاجم أيضا الميكروبات أو الفيروسات المختلفة عن طريق زيادة كمية الدم المتدفق لمنطقة الالتهاب، والذى يحمل معه الخلايا المضادة من الجسم لاحتواء الميكروب.
وأشار الدكتور إيهاب إلى أنه عند حدوث التهاب فى سطح العين يترجم ذلك باحمرار العين مع شعور بجسم غريب نتيجة احتقان ووجود إفرازات مخاطية أو صديدية على حسب نوع الميكروب، وفى حالة الالتهابات الفيروسية فإنها تهاجم الأغشية المخاطية المبطنة للفم والحلق، ويمثل الغشاء المخاطى للعين “الملتحمة” مكانا مفضلا لنفس الفيروس وعند تفاعل الملتحمة مع الفيروس يحدث احمرار بالعين وشعور بالاحتقان ووجود جسم غريب وتكثر الإفرازات على سطح العين كوسيلة دفاعية لتحجيم وقتل الفيروس وقد تظهر هذه الأعراض مصاحبة للالتهابات الحلق أو الانفولنزا الموسمية أو قبل حدوث أعراض الأنفلونزا وفى بعض الأحيان بعد الإصابة بالأنفلونزا خلال فترة النقاهة.
وقد تكون الأعراض بسيطة متمثلة فى الشعور بجسم غريب فى العين، مع كثرة الدموع وبعض الاحمرار أو قد تكون الأعراض شديدة يصاحبها هجوم للفيروس على القرنية، مما يؤدى إلى ضعف فى الإبصار يصاحبه احمرار شديد فى العين وتكتلات دموية تحت الملتحمة مع إفرازات شديدة تؤدى إلى صعوبة فى فتح العين.
ويتمثل العلاج فى الحالات البسيطة من التشخيص الدقيق للمرض وإعطاء المريض بعض القطرات المرطبة والمضادة للالتهاب مع الحرص على عدم الذهاب للعمل أو الاحتكاك بالزملاء فى أماكن مغلقة فترة العدوى، مع الحرص على عدم استخدام مناشف الغير، وعدم استخدام الأدوات الشخصية للمريض وغسل مفارش السرير وعدم التقبيل لأنة معد فى هذه الفترة.
أما فى حالات إصابات القرنية فيطول العلاج فى هذه الحالة لأشهر عديدة، ومن حسن الحظ أن معظم عتامات القرنية الفيروسية تختفى بالعلاج بعد أشهر من الإصابة ويعود النظر فى معظم الحالات إلى طبيعته قبل الإصابة وفى حالة الإصابة بالأنفلونزا يجب تناول العلاج الخاص بها.