انفراد.. مبارك يسجل قصة حياته بالصوت والصورة.. مائة ساعة تكشف أسرار رحلته من “كفر مصيلحة” مرورا بالقصر الجمهورى انتهاء بالسجن..
كشف مقربون من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، أن أسرته بدأت التقاط فيديوهات له يحكى فيها حياته وتفاصيل وأسرار فترة حكمه لمصر، التى استمرت 30 عامًا، وكواليس الأيام الأخيرة بالحكم منذ 25 يناير 2011 وحتى 11 فبراير من ذات العام.
المصادر أكدت أن الفكرة قفزت فى أذهان أسرة الرئيس الأسبق مؤخراً خاصة بعد ثورة 30 يونيو، التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان، واتهام الجماعة لمبارك بالخيانة والحديث عن أنه وراء الإطاحة بحكمهم من خلال فلول وبقايا الحزب الوطنى المنحل، بالإضافة إلى تناول بعض وسائل الإعلام لحياة مبارك على أنه كان خائنًا للوطن، وكواليس القضية المتهم فيها بقتل المتظاهرين بمساعدة نجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، ووزير داخليته اللواء حبيب العادلى و6 من كبار مساعديه.
وذكرت المصادر، أن تأخر الحالة الصحية للرئيس الأسبق، وعدم مثوله للشفاء سريعًا، بسبب تقدم عمره بعدما تخطى السادسة والثمانين، دفع أسرته للتعجيل بتسجيله بالصوت والصورة ليحكى فيها الأسرار الخفية، ويبرئ نفسه من خلالها ويبرز ما قدمه للوطن من خدمات جليلة، حتى تستخدم الأسرة هذه الفيديوهات بعد وفاته، لتجميل صورته أمام الرأى العام، فيما أكد البعض بأن الأسرة قد تستخدمها تجاريًا لبيعها لبعض الفضائيات أو إذاعتها بالتليفزيون المصرى.
المعلومات تشير إلى أن عملية التسجيل مع مبارك بدأت منذ حوالى 3 سنوات، وتم الاستعانة ببعض الصحفيين والكُتاب لوضع أسئلة لمبارك حتى يجيب عليها، خاصة أنه مازال يتذكر كواليس جميع الأمور منذ توليه الحكم حتى الآن بتواريخ السنوات والأشهر والأيام، وفى بعض الأحيان يحددها بالساعات ويتحدث عن أدق التفاصيل دون أن ينسى شيىئًا، وتشرف سوزان مبارك على عمليات التسجيل وتهتم بأدق التفاصيل، بالإضافة إلى وجود متخصصين لعمل “المونتاج” وإحضار الخلفيات والاستعانة بالصور والفيديوهات القديمة لمبارك من شبكة الإنترنت لضمها إلى التسجيلات، والاستعانة بها لتأكيد ما يقوله فى العديد من المواقف والوقائع.
التسريبات تؤكد أن الفيديوهات التى يتم تصويرها سوف تعد على هيئة حلقات ربما يصل عددها إلى 100 حلقة، تبدأ بمعلومات عن حياة مبارك وقصته بكفر مصيلحة بالمنوفية منذ ميلاده فى 4 مايو 1928، حيث يسرد مبارك بصوته أهم المحطات فى تاريخ حياته، وكيف خرج من بلدته ووصل إلى القصر الجمهورى والمناصب بالكلية الجوية وقصة تصعيده داخل القوات المسلحة، وسر الضربة الجوية فى حرب أكتوبر سنة 1973.
الحلقات تتناول أيضًا الفترة التى قضاها مبارك كنائب لرئيس الجمهورية فى عهد السادات، وتتعرض لحادث المنصة وكواليسه ودور الجماعات الإسلامية فى الإطاحة بالرئيس الراحل السادات، والأيام الصعبة التى شهدتها البلاد بعد حادث المنصة حتى تولى مبارك للحكم فى 1981.
ويتحدث مبارك أيضًا عن حكمه للبلاد عقب ذلك والأحداث المؤسفة التى تعرضت لها البلاد فى عهده مثل الإرهاب والسيول فى التسعينات، وكيف واجه هذه الظروف الصعبة، بالإضافة إلى حديثه عن علاقاته الخارجية بالدول العربية والأجنبية والاتفاقيات التى أبرمها مع عدد من الدول والنهوض بالسياحة والاقتصاد المصرى، وافتتاح عدة مشروعات تنموية مثل مشروع توشكى، وإطلاق القمر الصناعى وغيرها من الأمثلة التى يضربها مبارك فى تسجيلاته.
ويتحدث مبارك من خلال الفيديوهات عن انتخابات 2005 والحياة السياسية فى مصر، وصولا إلى انتخابات 2010 ودور بعض رجال الحزب الوطنى المنحل فيها، وتصاعد حدة الغضب ضد حكمه، كما يتحدث عن حادث خالد سعيد وكنيسة القديسين بالإسكندرية، بينما يعطى وقتًا أكبر للحديث عن ثورة 25 يناير وآخر 18 يومًا فى حكمه، ويعيد تأكيد ما قاله فى خطابه قبل الأخير، بأنه كان فى إمكانه أن يغادر الوطن ويهرب للخارج، لكنه رفض رغم العروض التى تلقاها من الخارج بسبب حبه للبلاد، وإصراره على تبرئة نفسه، وأنه حارب من أجل الوطن وسيموت على أرضه.
وأكدت المصادر، أن مبارك سيتنصل فى تسجيلاته من تهم قتل المتظاهرين التى يحاكم عليها أمام القضاء، والتى لم يصدر فيها حكم بعد، ويتحدث عن حكم الإخوان ودخول حماس للبلاد وقتل المتظاهرين، وفتح السجون وإراقة الدم المصرى.