هل لدغ الحشرات له تأثير ضار على الإنسان؟
هل تعرضت للدغ دبور أو نحلة من قبل، ما إحساسك بعدها، هل شعرت بألم، ماذا حدث لك من مضاعفات، هل أصابك الخوف بعد هذه اللدغة، هل تورم مكان اللدغة، كيف تم إسعافك وقتها؟
يجيب عن هذه التساؤلات الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلا، بعض الناس لديهم حساسية، خاصة تجاه لدغ بعض الحشرات، مثل النحل والدبور والبعوض وغيرها، وربما أحدثت لدغة النحلة أو الدبور بعض الألم أو التورم فى مكان اللدغة لبضع ساعات، إلا أن الأثر الأكبر الذى يمكن أن تحدثه لدغة هذه الحشرات هو ما تسببه من أعراض الحساسية عند الأشخاص الذين لديهم حساسية ضدها أو التى تظهر أعراضها على شكل مغص أو تقلصات شديدة فى البطن إسهال أو إحساس بالضعف العام دوخة وغثيان وربما قىء، مع إحساس بآلام فى الجسم كله وهبوط فى ضغط الدم، وربما يغيب الإنسان عن وعيه بالكامل مع تورم الجسم بصفة عامة.
وبالطبع إذا لم يتم إنقاذ هذا الشخص على وجه السرعة بحقنه فى الحال بالأدرنالين أو ابينيفرين، وكذلك بعض مشتقات الكورتيزون، فإنه يمكن أن يفقد حياته نتيجة هذه اللدغة.
ويؤكد مصباح أنه فى الولايات المتحدة هناك حوالى 2 مليون شخص لديهم حساسية ضد لدغ هذه الحشرات وسمها، وهناك حوالى 40 شخصاً يموتون سنويا جراء لدغ الحشرات فى أمريكا، دون أن يستطيع أحد أن ينقذهم فى الوقت المناسب.
ويشير الدكتور مصباح إلى أنه إذا تم لدغك مرة من نحلة أو دبور ولم يحدث لك شىء فإن هذا ليس معناه أنه لن يحدث لك شىء إذا تعرضت للدغ الحشرة مرة ثانية، لذلك فمن الأهمية القصوى أن يتناول هذا الشخص التطعيم أو المصل ضد سم هذه الحشرة، وفى بعض الأحيان يكون التطعيم أو المصل الواقى عبارة عن مكونات الحشرة كاملة، إلا أن التطعيم بسم هذه الحشرة أثبت أنه أكثر فاعلية من النوع الآخر الذى قد لا يفيد على الإطلاق، وهذه التطعيمات والأمصال متاحة فى الوقت الحالى لمن لديهم حساسية ضد هذه الحشرات أو الذين يتعاملون معها بصفة دائمة، مثل الذين يربون النحل لاستخراج العسل منه، ويؤخذ هذا التطعيم بجرعات قليلة من نفس سم الحشرة يزداد تدريجيا حتى يصل إلى الجرعة المطلوبة، والتى لا يتفاعل الجهاز المناعى ضدها، وهى نفس الجرعة التى يتعرض لها الشخص فى حالة لدغ الحشرات.