د. مصطفى الفقى يكتب: جماعة الإخوان المسلمين شقت عصا الطاعة الوطنية.. أطالب قيادات التنظيم بمراجعة أفكارهم والاعتذار عن ممارسة العنف.
لا يسعد الرئيس القادم أى رئيس أن يحكم بلداً منقسماً، فنحن دولة متجانسة منذ فجر التاريخ ولست أعنى بالتجانس ذلك الانسجام السكانى الذى يعرفه عنا الجميع ولكننى أقصد بالتجانس حداً أدنى من القبول العام بالمسار الوطنى المشترك والأرضية الواحدة التى يقف عليها الجميع، ولقد شقت جماعة «الإخوان المسلمين» عصا الطاعة الوطنية ومضت فى طريق مختلف، ولأننى لست من هواة التخوين ولا تمزيق الصور وتشويه الأفكار إلا أننى أرى أن فكر الجماعة مغلق ومتحوصل داخل شرنقة من الأفكار الذاتية والقناعات المحلية دون الأخذ فى الاعتبار بالمصالح العليا للبلاد والأرضية الوطنية التى يجب أن نقف عليها، فالوطن يعلو على ما سواه.
وأنا أتذكر نبى الإسلام حين أخرج من مكة خاطبها قائلاً «والله إنك لأحب بلاد الله إلىّ ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت»، ففكرة الوطن بل ومفهوم الشعب كلاهما واضح تماماً فى الإسلام الحنيف فلقد جاء فى الذكر الحكيم «يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» لذلك فإن هذا السياق الروحى يجب أن يدعو الجماعة إلى إعادة النظر فى تاريخها ومراجعة أخطائها والاعتذار عن ممارسة العنف مهما كانت الظروف وفتح صفحة جديدة مع العالمين العربى والإسلامى ليس فيها اغتيالات ولا تفجيرات ولا تهديدات ولكن فيها اندماج فى الحياة السياسية وفقاً لقواعد الديمقراطية الغربية التى تقوم على تداول السلطة ودوران النخبة وقبول الآخر واحترام خيارات الآخرين لأن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا نماذج بشرية مختلفة، فالتنميط سنة الكون والاختلاف جزءٌ من فلسفة الحياة، ليتنى أصحو ذات صباح لأقرأ فى «فقه المراجعات» ما يرضى أشقاءنا مهما كانت انتماءاتهم أو هوية بعضهم ولكن يبدو أن «ثقافة الاعتذار» مازالت غائبة!