الكشف المبكر يقضى على الإصابة بـ«تليف الكبد» قطعياً
ما تليف الكبد؟
يضطلع الكبد بتشكيلة واسعة من الوظائف الضرورية والحيوية لاستمرار
الحياة ولبقاء الإنسان على قيدها.. فالكبد مثلاً: ينتج العديد من المواد
المهمة جداً من بينها الصفراء «عصارة المرارة» التى تساعد على هضم الغذاء،
وينقى الدم من المواد السامة، ويحلل «بواسطة عملية الاستقطاب / الأيض –
Metabolism» الكحوليات وأنواعاً أخرى عديدة من السموم.
وعندما يصاب شخص بتليف الكبد يحل النسيج المتليف مكان النسيج السليم
فيعيق الكبد عن القيام بوظائفه بشكل طبيعى، ويؤدى تليف الكبد إلى الغيبوبة
الكبدية التى تؤدى إلى الوفاة، ولكن علاج تليف الكبد فى مرحلة مبكرة قد
يساعد فى وقف الضرر ومنع المضاعفات. وأهم أسباب تليف الكبد فى مصر:
الفيروسات الكبدية المزمنة مثل «س» و«ب»، ودهون الكبد (الاتهاب الكبدى
الدهنى) ونسبته كبيرة، والكحوليات وهى قليلة فى مصر، والبلهارسيا الكبدية
التى قلت نسبة الإصابة بها فى السنوات الأخيرة.
ومن المعروف أن الغالبية العظمى من تليف الكبد الآن فى مصر نتيجة
الإصابة المزمنة بفيروس «سى» حيث إن مصر تحتل المرتبة الأولى عالمياً فى
نسبة الإصابة بالفيروس. ولا تظهر أعراض لمرض تليف الكبد دائماً فى المراحل
الأولى، أما فى المراحل المتقدمة فقد تظهر بضعة أعراض، من بينها: الشعور
بالتعب والهزال الشديدين، نزف من الأنف بسهولة وسهولة الإصابة بجروح،
انخفاض الوزن، أوجاع أو شعور بالضيق فى البطن، اصفرار لون الجلد (اليرقان)،
الحكة، تجمع السوائل فى الرجلين، وتجمع السوائل فى البطن، وهو ما يسمى
«الاستسقاء»، نزف فى داخل المعدة أو فى المرىء نتيجة وجود دوالٍ.
والمرضى المصابون بتليف الكبد أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالحصوات
المرارية، وكذلك فإن مرضى تشمع الكبد أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بسرطان
الكبد «سرطان الخلايا الكبدية»، دوالى المرىء والمعدة.
ومن المهم والضرورى جداً علاج تليف الكبد فى أسرع وقت ممكن، ومع أن
العلاج لا يستطيع شفاء تشمع الكبد إلا أنه قد يفلح فى بعض الأحيان فى الحد
من الضرر، أو منع حدوث أضرار أخرى للكبد، وقد يشمل العلاج: المعالجة
الدوائية، وعلاجات أخرى، تبعاً للعامل المسبب كفيروسى «سى» و«بى» وتبعاً
للمضاعفات والمشاكل التى يسببها.
وهناك عدة خطوات يمكن القيام بها من أجل الحد من الضرر اللاحق
بالكبد، ومن أجل معالجة الأعراض: تجنب تناول المشروبات الكحولية إطلاقاً،
وعدم تناول أى دواء دون استشارة الطبيب، والتحقق من أن اللقاحات التى تم
الحصول عليها ما زالت فعالة، والحرص على تغذية قليلة «الصوديوم» (ملح
الطعام) والبروتينات الحيوية.
إن المرضى المصابين بتشمع الكبد أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بسرطان
فى الكبد، لذلك لا بد من عمل موجات صوتية على الكبد مع دلالات أورام الكبد،
وذلك للكشف المبكر عن وجود بؤر سرطانية فى مراحل مبكرة مما يسهل علاجها،
أما فى الحالات التى يشكل فيها تليف الكبد خطراً على حياة المريض، فتشكل
عملية زرع الكبد طريقة علاجية ناجحة.
ومن المعروف أن علاج فيروس «سى» دخل مراحله النهائية مع ظهور مجموعة
جديدة رائعة من الأدوية الموجهة شديدة الفعالية مما يبشر بالسيطرة والقضاء
على الفيروس فى غضون السنوات المقبلة، وهذا بلا شك سوف يكون له انعكاس
إيجابى للسيطرة وعلاج التليف، كما أن درجة التليف تقل وتتحسن تحسناً
ملحوظاً مع علاج الفيروس سواء كان «سى» أو «بى» ونستطيع تتبع درجة التليف
قبل وبعد العلاج بجهاز الفيبروسكان الدقيق بدليل عينة الكبد والتحليل، كما
أن كل مضاعفات التليف بالضرورة سوف يمكن منع حدوثها والسيطرة عليها تماماً،
خاصة الدوالى وسرطان الكبد. أيضاً فإن اتباع منهج الكشف المبكر عن الأمراض
المزمنة الكبدية ومنها الكبد الدهنى والالتهاب الفيروسى بعمل تحاليل
معملية دورية وموجات صوتية على الكبد وفحص بجهاز الفيبروسكان وذلك للاكتشاف
المبكر ومنع حدوث التليف وعلاجه علاجاً قاطعاً.