السينما والعشوائيات.. علاقة من طرف واحد
شكلت العشوائيات مادة خصبة لبعض صناع السينما فى السنوات الأخيرة، وتم من خلال عالم العشوائيات صياغة وتقديم العديد من الرؤى والتجارب المتباينة فى تناولها، ما بين أفلام مثل «سارق الفرح» لداود عبدالسيد، مروراً بأفلام مثل «حين ميسرة» و«كلمنى شكراً» لخالد يوسف، و«الغابة» لأحمد عاطف، وصولاً إلى «الألمانى» و«عبده موتة»، ولكن النقاد وصناع السينما تقريباً أجمعوا على أن السينما لم تنجح حتى الآن فى تناول مشاكل العشوائيات بشكل يحلل الظاهرة ويضع حلولاً لها، وإنما استغلت العديد من الجوانب السلبية بها فقط بشكل تجارى بحت.
وقال الناقد الفنى طارق الشناوى: «مع الأسف ليس هناك دراسة واقعية لشكل العشوائيات فى مصر، على الرغم من أنها تشكل خطورة على المجتمع، ولا توجد أى محاولة حقيقية لتقديمها وتقديم حلولها معها، فهناك عشوائيات تعيش بلا مأوى وبلا تعليم وثقافة، وهناك تفاصيل لم يتم التعرض لها مثل نوم الأطفال مع الزوجين فى غرفة واحدة، كل تلك الأمور مهمة لأن تأثيرها خلق مجتمعاً منهاراً، وما يقدم من أفلام يقدم بهدف تجارى بحت، ولكن لدينا كم ضخم من العشوائيات فى مصر يحتاج بالفعل إلى النظر إليه».
المخرج أحمد عاطف، مؤلف ومخرج فيلم «الغابة» يتحدث قائلاً: «هذه النوعية من الأفلام كانت تقدم فى إطار تحليل الواقع، وهو ما حاولنا تقديمه من خلال فيلم (الغابة) وكان هذا قبل ثورة 25 يناير، أما بعد الثورة فيجب أن تبث الأفلام الأمل فى قلوب المشاهدين، وتبحث عن شىء إيجابى تقدمه فى ظل فترة جديدة وحكم جديد، فأنا مع أن يقدم الفنان ما يريده ولكن بشكل إيجابى، وفى النهاية النص السينمائى والرؤية الدرامية هى التى تحكم الموضوع فى النهاية».
وأخيراً يتحدث السيناريست سيد فؤاد مؤلف فيلم «كلمنى شكراً» قائلاً: «العشوائيات تمثل 50% من سكان مصر، وبها جوانب مثيرة للدراما، لكن الفيصل فى كيف يراها صناع السينما، فالبعض يستغلها فى إطار الكوميديا أو فى إطار البلطجة.